من تجمعهم النقم تفرقهم النعم

هذه مجرد محاولة لكتابة أفكار عابرة

     في الأوقات العسيرة تتقلص الحلول و الخيارات ما يسهل الوحدة، المصير و العدو المشتركان يولد روح التضامن و التآزر، فتنفجر الرغبة و الهمة و الشجاعة للتخلص من ما يصعب الحياة، فيبرز أبطال الأوقات الحالكة من صفاتهم، الصدق و الشهامة تجدهم  يعملون كثيرا و يتكلمون قليلا، فتتحسن الأوضاع بالتضحية تدريجيا حتى تنقلب إلى الرفاهية و العيش البديخ، ثم في أوقاة النعم تكثر الخيارات و تختلف الآراء في كل المجالات فيبرز بين القوم، الأغنياء و اللأغبياء و السدج ممن يوفرون المتعة و الضحك و الدجالين و الحاسدين، قوتهم في مظاهرهم أو كثرة كلامهم و شعبيتهم، فتسقط الهمم و يسود الدجل و الكسل فتتلاشى الوحدة و تسود الفرقة و الأنانية، و بمرور الوقت تزول النعم لتعود أوقات النقم، لتكتمل الحلقة. 



      أظن هذا ينطبق على المجتمعات و الأفراد، على مدى فتراة طويلة أو قصيرة، خد مثلا مجموعة أشخاص أغنياء في رحلة سياحية،  فكل واحد يرغب في شيء مختلف عن الآخر، فيختلفون في الأكل و اللهو و الرأي حتى يفترقوا أو يتشاجروا أحيانا، فلو فرضنا أن نفس المجموعة السياحية تاهو في الصحراء، سينحصر و يتوحد مطلبهم من شدة العطش فالكل يريد ماء، و يتسامح المتشاجرون و يتلاحم المتفرقون في وقت قصير.

   و تنطبق على الفرد يكون في خير حسي و مادي كبير فيتراخى في عمله و يهمل صحته و يبدر ماله حتى يفقر و يمرض، ما يجعلم مرغما على العودة للعمل و الإهتمام بنفسه أكثر.

   لو سألتك في أي مرحلة هي الجزائر اليوم ؟
 سيقول البعض نحن في فترة الرفاهية لأن ما سيأتي أصعب، و يقول آخرون بل نحن في أوقات صعبة و نحن عازمون على تحسينها، أما أنا فأقول أننا منقسمون.

    ثانيا، كيف نتحد و نحن منقسمون حتى في فهم و تفسير معاني أبسط المصطلحات ؟
 فنختلف حتى على مفهومي النعم و النقم و نختلف أيضا في أهدافنا و مطامعنا، كيف لا و فينا من همه دنيوي بحث و فينا من يرجى الآخرة.

شاركونا آراءكم بالتعليق في الأسفل، شكرا.


تعليقات

  1. دائما ما نستفيد من السيرة النبوية و أظن أن سبب نجاحهم و إتحادهم أنهم غيرو مابداخلهم و الله تولى بتأليف بينهم

    ردحذف

إرسال تعليق