الجهل و غياب الوعي يشعران صاحبهما بالأمان عند الخطر


   أبدأ فكرتي من مفهوم الإحتمال، و هو قياس إمكانية وقوع حدث عشوائي تكثر العوامل المؤدية لوقوعه و لعدمه، في الأمر مفارقة عجيبة فقد يقع حدث إحتماله ضعيف و لا يتحقق حدث إحتماله كبير، ما يجعل  التفكير الصحيح لا ينحصر في إحتمال وقوع الأمر بل يتركز أكثر على وقعه علينا بسلبياته و إيجابياته، و كل هذا قبل وقوعه أما بعده فلكل حادث حديث 


  قبل وقوع الأمر، الإنسان العاقل الواعي يدرسه بدقة فيتجنب ما فيه شر و يراهن على ما فيه الخير مهما ضعف احتمال وقوعهما، أما  الجاهل فلا يكترث للتفاصيل و لا يهتم للإحتمال الضعيف، فتجده يعرض نفسه للخطر و يجانب خيرا كثيرا كان قادر على إصابته 
  أما بعد الأمر، فإن مر بسلام إفتخر الجاهل بإقدامه و اتهم العاقل بالخدلان، و إن وقع المحظور إختبأ الجاهل و اتهام العاقل بجلب سوء الطالع  و في كل الحالات الإنسان العاقل يشقى و لن يسلم من الإنتقاد و كما قال أبو الطيب المتنبي 

 ذو العقل يشقى في النعيم بعقلهِ ... وأخو الجهالة في الشقاوة ينعم

.

تعليقات

إرسال تعليق