العربي زيطوط سياسي محنك حسب ميكيافيلي لأنه قادر على إرضاء الجميع

حسب ميكيافيلي المحنك في السياسة هو الشخص الذي يقدر على إرضاء جميع الأطراف أو جميع الطوائف، و ذلك يتطلب دهاء كبير، معناه أن السياسي الناجح عندما يأتي إلى طائفة معينة، يذكر محاسنها ويوهمها أنها على صواب، ثم يذهب إلى الطائفة الأخرى، فيقول لها نفس الشيء.



العربي زيطوط يبهرني في القدرة على إرضاء جميع متتبعيه مع كل خلافاتهم، إلى درجة أنه نال لقب زيطوفيلي بكل استحقاق، لأنه يستعمل طرق جديدة لإرضاء و إقناع الكل مع اختلاف أفكارهم و إيديولوجياتهم و مستوياتهم، و تجنيدهم لتحقيق أهدافه بأي وسيلة، كل هذا في وقت واحد من نفس المنبر، طرق لم تخطر على بال ميكيافيلي شخصيا.

مثلا في إحدى لايفاته، شغل فيديو على هاتفه ليشاهده المتتتبعون على المباشر، و يبدو أن مساعدوه هم من إقترحوه عليه، و لم يشاهده بالكامل قبل اللايف، فتفاجأ في نهايته بموسيقى صاخبة قوية، فظهر عليه توتر كبير و أوقف الفيديو، الآن طاح الفاسعلى الراس فهل سيعتدر عن الموسيقى، لأن من بين المتابعين لمباشره أشخاص ملتزمين، أقنعهم باستقامته دينيا فطالما يستدل بآيات و أحاديث، فإن ترك هذه الواقعة تمر دون التعليق عليها، سيغضبهم و قد يخيب ضنهم فيه و يتوقفون عن مساندته، وهذا ما لا يريده زيطوط، لكن إن اعتدر عن الموسيقى فسيغضب ذلك طائفة أخرى من متتبعيه، من علمانيين و متفتحين يعتبرون من تزعجه الموسيقى متعصب أو حتى إسلماوي إرهابي، هؤلاء ممن أقنهم بمدحه الدول المدنية و احترامه للحريات الشخصية، les aléas du direct ne font pas toujours rire ، لاكن زيطوفيلي إستطاع استدراك الموقف بطريقة  الكلام من أجل الكلام فقط، و هو قول كلام سطحي دون تفصيل لتنويم المستمع و المروور بسرعة لموضوع آخر مهم لكي لا يتفطن لما حدث للتو، فعلق زيطوفيلي قائلا  أنه من الأفضل لو ينقصوا للموسيقى في الفيديوهات و مر لشيء آخر بسرعة، ما فعله زيطوط هنا، قمة في الذكاء لأنه ايجعله يرضي من لا يستمع للموسيقى دون إغضاب من يسمعها، لأنه طلب إنقاصها فقط لا أجازها و لا حرمها، و هذا مجرد مثال من عدت أحداث كثيرة مشابهة له، وقفت عنده فقط للتدقيق في الملاحظة و و إبلاغك عزيزي القارئ أن التفاصيل الصغيرة أكثر تعبيرا من كبرياتها.

إقناع كل الطوائف على اختلافهم يتطلب عدم الخوض في التفاصيل التي يختلفون فيها، و اقناعهم بأنهم لا فرق بينهم و أنهم متحدون، يجب الكلام فقط في عواملهم المشتركة، كتسميتهم بالأحرار و إعطاء شروط  تتوفر فيهم جميعا، كأن يكونوا جميعا مع مواصلت الحراك، لم يشاركوا في الإنتخاب الأخيرة و غيرها، ثم وجب خلق أبطال يوحدونهم للإحساس بالوحدة، فهم متيمون بسجناء الرأي (الله يطلق صراحهم)، و الأهم هو خلق عدو مشترك لهم يسمونه أصحاب الأصبع الأزرق، نسبتا لمشاركتهم في الإنتخاب الأخير (يحدث تقريبا نفس الشيء لمن شاركوا في الإنتخاب فهم أيضا مستغلون و هم أيضا يسمون أنفسهم باديسيين أو نوفمبريين و خلق لهم عدو سموه المبردعين، لكنهم حسب اعتقادي ليسوا مختلفين كثيرا في أفكارهم، سأكتب مقال عن فتنة الفرقتين البردعية و الأصبعية، لاحقا إن شاء الله) 
  
لا يتوانى زيطوط في التقليل من احترام و التهجم على الفرقة الأصبعية، ضاربا وحدة الجزائريين في مقتل، ما يدل أنه يريد توحيد الجزاريين فقط في اتباع أفكاره، أما من لا يتبعه فهو عدو، عميل دولة لحنوشة أو دباب إلكتروني خائن للوطن.

لاأريد الخوض في الأساليب الأخرى التي يستعملها زيطوط، كالشعبوية و المغالطة و السفسطة و التشخيص و اللعب على العاطفة و الغاية تبرر الوسيلة و التهييج و التهويل و جمع الجموع على اختلافهم فالهدف هو الإستقواء بالعدد و هذا أحد عوامله المشتركة مع الإخوان المسياسيين، موضوعي اليوم هو فكرة إرضاء الجميع، الذي أشبهه بخلط الزيت بالخل قبل إستعمالهما في الطعام، فلا يمكنك يا زيطوط الخلط مدى الحياة، فكلما طال حظور الطعام، ستتعب أكثر من الخلط و بمرور الوقت ستتوقف و سيتصفى الزيت من الخل، أعلم أنك تعرف هذا و تعلم أنه ليس من مصلحتك أن يطول الوضع هكذا، ربما يرجع هذا لبدايتك الخلط قبل الأوان و اعتقادك أنه حان وقت الطعام، لكن لسوء حظك إحترق الطعام و سيحظر من جديد، لهذا يظهرعليك أحيانا تسرع لاستعمال خليطك، لأن تعلم أن الوقت عدو طريقة إرضاء الجميع

في النهاية ردي على من سيعتبر مقالي هذا هجوم على زيطوط، فلا لشخصنة الموضوع فزيطوط ليس الموضوع و لا أنا، ثانيا لا شيء في مقالي يسيء لزيطوط و لا حتى لميكيافيلي، ففي السياسة هناك طرق حسنة تضعفك و هناك أساليب مخادعة  توصلك لأهدافك، مهما كانت نواياك سيئة أم حسنة، كما فسر ذلك ميكيافيلي في كتابه الأمير (الكتاب الذي ألقبه حِصن السياسي)  النقطة التي أعيبها عليهما علانية في كل هذا، هي إيمانهما بجواز فكرة الغاية تبرر الوسيلة

تعليقات

  1. الذي يعاب هو قلة الوعي الفكري لدى الطافتين فلو ان كل طائف تفكك وتحلل المواضيع لما ايتطاعو ركوب الموجة ولأن الحراك حقق مطالبه لكن لأسف جماعة الحراك يستنو في زيتوت وش يقولهم يديرو وجماعة البادسية يقدسون في الدولة و الجيش

    ردحذف
  2. موضوع واقعي وتحليل منطقي بارك الله فيك

    ردحذف
  3. المثال الذي أتيت به أرى من وجهة نظري دليل ضعيف ،بسبب أنه لا يحاول إرضاء أي أحد من الناس بقدر بحثه عن الحقيقة لكل الناس و مها كان الإنسان
    تقول يا سيدي أنه يعتقد أن الغاية تبرر الوسيلة ، وأنا أراه عكس ذلك فهو ينتقد أي إنسان يخطئ مهما كان ...و لا أراه يداهن طرف عن الأخر ،على الأقل من وجهة نظري
    أدعوك لمطالعة المقالات التي في الأسفل و تقبل مروري
    https://arabi21.com/story/1132560/%D8%B2%D9%8A%D8%AA%D9%88%D8%AA-%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D9%88-%D8%A7%D9%84%D8%AC%D8%B2%D8%A7%D8%A6%D8%B1-%D8%A7%D8%B1%D8%AA%D9%83%D8%A8%D9%88%D8%A7-%D8%A3%D8%AE%D8%B7%D8%A7%D8%A1-%D8%B3%D9%8A%D8%A7%D8%B3%D9%8A%D8%A9-%D9%81%D8%A7%D8%AF%D8%AD%D8%A9

    https://mohamedzitout.com/2012/11/02/%D8%A7%D9%84%D9%84%D8%A7%D8%B9%D9%86%D9%81-%D8%B7%D8%A7%D9%82%D8%A9-%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86%D9%8A%D9%91%D9%8E%D8%A9-%D9%84%D9%84%D8%AA%D8%BA%D9%8A%D9%8A%D8%B1/

    ردحذف
    الردود
    1. أحترم رأيك، لكني أنا من يدعي و البينة على من ادعى، قولك أنه ينتقد كل من يخطئ، أولا قل أنه ينتقد كل من يحسبه مخطئ لأنه ليس معصوم من الخطأ، ثانيا تمنيت لو أعطيت أمثلة لبعض من ينتقدهم، هل سمعته يوما إنتقد الحراقة مثلا، أو الشعب عامة، هل يستطيع الحديث في مواضيع شائكة يختلف فيها الجزائريون، أضرب مثال بسيط بمعطوب الوناس فمهما قال عنه خير أم شر هناك من لن يعجبه، من يريد إرضاء الجميع تعرفه بما يقوله و خاصتا بما لا يقوله، و من صفاته أن يثني على الجميع، و يقول أن الشعب ضحية و ليس مدنب بالكامل، هل حلل مسودة الدستور الأخيرة و خاصتا نقطة الأمازيغية ؟ لم أسمع له أي تصريح في الموضوع و ابعث لي برابط إن فعل ذلك فأنا بانتضار كيف سيتفادى هذا الموضوع الشائك، فلن يستطيع القول أن قانون الأمازيغية سيء لكنه سيميل أكثر للقول أن قضية الأمازيغية هي محاولة من العصابة لزرع الفتنة بين الجزائريين، دون إعطاء رأيه أو القول أنه ليس هذا هو المشكل بل المشكل ..... و يغير الموضوع،أما عن أنه يطبق الغاية تبرر الوسيلة، فهذا واظح لا يحتاج دليل، فمثلا عندما كانت الغاية إسقاط القدافي قال زيطوط أنه لا بأس بالإستعانة بالناتو و برنار لإسقاطه، و اليوم الغاية الظاهرة هي إسقاط النظام، فلا يهم أن تكون مسلم أو ملحد أو لائكي أو نسوي أو مثلي، لا يهم التظاهر و الإختلاط و لا يهم الضرر بالإقتصاد بالعصيان المدني فكل الوسائل مشروعة للوصول للهدف

      حذف
  4. zitout a réussi de réunir les pôles opposés seulement dans le sens de contrarier le pouvoir, oui c'est vrai que zitout est assez d'intelligent, mais a mon avis son point fort est la .
    .patience

    ردحذف
  5. amir boukhars a plus de vue et de followers que zitout, alors que vous savez qu'il n'a aucune intelligence n'importe quel algerien insulte le pouvoir sans insulter les gents qui son contre le pouvoir devient Machiavel et le gents vont le poursuivre ya si boualem

    ردحذف
  6. d'abord quand je dis qu'il a de l'audience par ce qu'il est malin, ça n'implique pas qu'il faut être malin pour avoir de l’audience, y a beaucoup de critère pour l'avoir et être malin ni qu'un critère parmi plusieurs d'autres, par exemple amir dz parle des tabous et montre les photos des filles et plein d'autres choses que les Algériens aiment voir et que zitout ne montre pas, déjà qui t'a dit que les Algériens veulent écouter un intello, tu as fait une fausse déduction, puis je te conseille de chercher le vrai sens d’intelligence, y a l'intelligence mathématique, linguistique comme toi, Social... Etc., donc ça se peut qu'un alphabète se montre plus intelligent qu'un intellectuel dans le domaine social ou par expérience, deja Amir dz est loin d'être bete ya Kadou

    ردحذف
  7. oui par exemple ki mat idir khaf y9ol machi mouslim wela ma3toub kifkif machi mouslim lokan y9olha yekhser les kabyles alors que rah tahder 3la un algerien tout simplement marakch t ataki f les kabyle ki tahder 3la un citoyen algerien homa yhabo ykheltoha ila hdert 3lih ma3netha rak sebithom ga3 et aussi amir la meme chose w zedt cheft amir ta3 video za3ma f annaba li kesrolhom la7wanet psk kanou kharjin l trottoir hadi haja normal psk homa sar9in trottoir mmeme si doula ser9et des milliers d hectar w madarolha walo machi ma3netha nta tesre9 un metre de trottoir . w yesta3emlo haja kima t9olha nta ILA MARAKCH M3AYA F UN POINT MA3NETHA RAK CONTRE MOI hhhhhhhh

    ردحذف
  8. الإخوانجي لا دين له

    ردحذف

إرسال تعليق